السبت، ١ ديسمبر ٢٠٠٧

جنزا : قلب طوكيو الذهبى

جنزا قلب طوكيو الذهبى

إن الحمامات التركية فى طوكيو أكثر الأشياء شهرة وغرابة ، ويأتى إليها السائحون من كل بقاع الأرض .. من أمريكا ، ومن أوربا ، ومن أطراف آسيا . إنها شىء حى وغريب فى المدينة ، ووجه الغرابة أن الذى يقوم بالخدمة فى هذه الحمامات .. فتيات فقط .. فتيات جميلات يستقبلنك عاريا .. وهن شبه عراة .. ليس على أجسامهن البضة سوى " الشورت " .. " الشورت الذى لا يخفى شيئا من فتنتهن ، ولكن هذه الفتنة العارية ، لاتذوب تحت أنفاس البخار كما تتصور .. بل تتحول فى كثير من الحالات إلى لوح من الثلج .. وتدخل الحمام .. إنه عبارة عن بناية فخمة من عدة طوابق ، بناية حديثة على أحدث طرق المعمار ، وتشاهد من الخارج الستر مسدلة على كل النوافذ البللورية ، فتشعر بفضول أكثر ..

وتدخل من الباب إلى بهو دائرى ، ويستقبلك شاب فى مكتب الاستقبال بأدب وانحناء ، بجواره أكثر من آلة تليفونية ، وتعرف منه أقسام الحمام .. هناك حمام مشترك مع آخرين ، ولكل مستحم فتاة تخدمه ، والساعة بألف ين ( جنيه مصرى ) وحمام خاص لك وحدك ، وهو عبارة عن غرفة مفروشة ملحق بها حمام ، والساعة بألف ين أيضا ، وحمام لوكس ، وبالغرفة آلات حديثة لإزالة السمنة ، والساعة بألف وخمسمائة ين ، والحمام المشترك عبارة عن قاعة فسيحة فى وسطها حوض كبير بالرخام والقيشانى ، وعلى الجوانب صناديق البخار ، والحمام فى مظهره وروعته على شكل الحمامات المرمرية التى نراها فى قصور سلاطين آل عثمان فى استانبول ، والحمامات الخاصة والحمامات اللوكس فى الطوابق العليا ، وتركب إليها المصعد ..

وتجد بهوا فسيحا ، به مقاعد جلدية ومقاعد من القطيفة وموائد صغيرة فى الجوانب عليها الزهور ، وفتاة على الطاولة فى لباس أوربى .. تتناول منك تذكرة الدخول وتعطيك رقم الغرفة على بطاقة تحدد فيها الساعة ، وترجوك أن تستريح قليلا حتى يحين الوقت ..

وتجلس بضع دقائق ، وتشاهد وأنت جالس فتيات الحمام رائحات غاديات .. إنهن جميعا يرتدين " الشورت " القصير ، ويضعن شيئا بسيطا يغطى الثدى .. وهن فى سن العشرين جميلات الأجسام كأنهن " موديلات " ووجوههن حلوة التقاطيع ضاحكة ، ولا أحمر على الشفاة والخدود ، والشعر مقصوص ومسرح على طريقة واحدة ، وأقدامهن عارية ، ويتحدثن فى همس ورشاقتهن تسبيك ، ولكن تقبل عليك فتاة أخرى أكثر نضارة وتأخذك من يدك فى ممر طويل أشبه بممر عربات القطار ، وتدخل بك غرفة على بابها رقم .. وتغلق الباب ..

وتجد نفسك فى غرفة فسيحة ، أرضها من الخشب المغطى بالسجاد وبها سرير أنيق مفروش وعليه الوسائد ومنضدة وكراس طويلة عليها الحشايا ، ومشجب ومرآة كبيرة بجانبها أدوات الزينة ، ومن داخل الغرفة الحمام بكل مرافقه ، وعليه ستار من الحرير ..

ثم تأخذك سريعا إلى صندوق البخار وتظل وأنت داخل الصندوق ترعاك وتمسح عرقك الغزير بالمناشف التى فى يدها ، ثم تخرجك من البخار إلى الحمام وعلى حصيرة من الخشب المضفر تدعك جسمك دعكا خفيفا وقويا بالليف والصابون ، ثم تسقطك بعد ذلك فى " البانيو " وهى تضرب بيديها عاتقك ضربا قويا بحركة سريعة وتغير لك درجة حرارة الماء ثلاث مرات ، وبعد هذا تأخذك وأنت عار إلى الفراش ..

وعلى السرير .. تدلك جسمك تدليكا فنيا لمدة ربع الساعة وتسمع طرقعة أصابعها وكفها فى حركة سريعة كأن فى يديها لولبا ، وتشعر بعد التدليك بالراحة والاسترخاء ، وأنك فى حاجة لأن تنام ، فتستريح قليلا ، ثم تلبسك ملابسك حتى الكرافتة ، تربطها لك ، وتسألك هل أنت فى حاجة لأن تشرب شيئا ..

وتختار من الساقية ما تشاء أما هى فلا تستطيع أن تشرب إلا القهوة أو الشاى لأن الخمر محرمة على الفتيات فى أثناء العمل ..

وتجلس بجوارك تحادثك حتى تنقضى الساعة المخصصة لك ، وبعدها تودعها وتنصرف ، وغالبا تعطيها البقشيش ، وهى تقبله فى جميع الأحوال ..

وتخرج إلى البهو ، فلا بد أن تستريح ساعة حتى لايتعرض جسمك للبرد فى الخارج ، ووجدت فى البهو شابا أجنبيا جارا لى فى الفندق ، جاء ليدخل الحمام ، وسألنى :
ـ هل أعجبك الحمام ..؟
ـ إنه رائع ..
ـ وهل هو أجمل الحمامات ..؟
ـ إنها غالبا من طراز واحد ، وكلها لا شبيه ولا مثيل لها فى العالم كله ..
ـ زرتها كلها ..؟
ـ تقريبا .. وهذا آخرها ..
ـ والفتيات جميلات ..؟
ـ إلى حد الفتنة ..
ـ الم تعانق بعضهن ..؟
ـ إن هذا لا يحدث أبدا ..
ـ لماذا وأنت وهى فى غرفة مغلقة ..؟
ـ لأنها لا تعطيك فرصة حتى لو فكرت فى هذا ، ثم هى تنظر إليك كجنتلمان ، فلماذا تعطيها فكرة عكسية ..
ـ فكرت فى شىء أسلم عاقبة ..
ـ ماذا ..؟
ـ عندما تشرع فى خلع ملابسى سأعانقها كأنى شخص " أبلة " والقبلة فى هذا الفم الجميل تساوى الألف ين التى دفعتها فليس قصدى الحمام اطلاقا ..
ـ فكرة رائعة ..
ودخل الحمام ..

وفى اليوم التالى سألته :
ـ هل نفذت فكرتك ..؟
ـ لم أستطع ..
ـ لماذا ..؟
ـ لقد وجدت فى الغرفة بدل الفتاة الواحدة ثلاث فتيات ..

وقد سألنى سائل ، وهل كل الحمامات فى طوكيو ، الغرض منها الاستحمام والصحة والرياضة حقا ، وأنا أقول له طبعا لا .. فإن كل شىء فى الحياة يمكن أن ينحرف لو حولته عن الطريق المخصص له .. وكما انحرفت الكثيرات من بنات الجيشا عن طريقهن الأول ، وأصبح منهن الآن داعرات .. كذلك توجد حمامات فى طوكيو تدخلها للمتعة ، وليس للصحة والرياضة والبخار ..

***

وتشعر بعد الحمام بالجوع الشديد فتدخل مطعما لتتعشى ، والعشاء فى طوكيو يقدم من السابعة والنصف إلى التاسعة مساء ..

وبعد هذه الساعة ترفع المفارش عن الموائد ويصبح المكان قهوة لشرب الكوكاكولا والشاى وكل أنواع المشروبات ، أما الطعام فلا يقدم بعد الميعاد أبدا ، وطعام اليابانى الأرز والسمك واللحم والكرشة والطيور ، وهو يكثر من الشوربة ومن الصلصة على الطعام ، حتى اللحوم المشوية على النار يفسخها فى الصلصة قبل وضعها فى الفحم ..

ومعظم المطاعم فى طوكيو تقدم الطعام الأوربى ، وإذا طلبت مكرونة فى المطاعم الكبيرة فإنهم يأتون بالفرن بجوار مائدتك وتقف ثلاث فتيات ومعهن الطاهى على الفرن النحاسى حتى تستوى المكرونة ثم توضع أمامك فى الصحن بكل ما فيها من بخار ..

وصحن المكرونة ثمنه من عشرة قروش إلى ثلاثين قرشا (300 ين ) وهو طبق كبير يغنيك عن أى شىء آخر ..
وطبق البفتيك من 150 ينا إلى 250 ينا ..
وطبق السمك من 200 إلى 300 ين وطبق الكبدة والكلاوى والطيور كذلك ..

والوجبة لا تكلفك أكثر من سبعين قرشا ، وتدفع ثلاثة أضعاف هذا المبلغ إذا طلبت مثل هذه الوجبة فى محل لاباس بالقاهرة مثلا ..

وكل المطاعم فى طوكيو نظيفة نظافة تامة ومنسقة والزهور والورود على الموائد وفى الأركان ..

والفتيات اللواتى يقدمن الطعام فى أنظف وأجمل ثياب ، وهن يرفضن البقشيش على طول الخط ، وقد لاحظت هذا فى المطاعم الكبيرة التى يضاف فيها خدمة 10% على الطعام وفى المطاعم الصغيرة التى ليس فيها 10% ، وهن فى غاية السرعة والبشاشة . والطعام الرئيسى الأرز والسمك واللحوم ، والفواكه كثيرة ، وأكثرها التفاح والبرتقال واليوسفى ..

وهى رخيصة جدا ، ومعظم تجار الفواكه قريبون من محطات الترام والمترو تحت الأرض ، وفوق الأرض وجميع الأصناف مسعرة ، وتلف فى أكياس ناعمة جميلة ..

والبائع اليابانى لا يغش ويعطيك أجود ما عنده من أصناف ولا يحاول أن يستغلك إذا عرف أنك اجنبى ، فليس من طباعه الاستغلال وهو لايحب المساومة ، وسريع الحركة ..

***

وتستطيع أن تجد فى طوكيو أكثر من مطعم أجنبى .. المطعم الهنجارى والمطعم الفرنسى ، والمطعم الصينى ، والمطعم الروسى ، والمطعم الإيطالى ، والمطعم الأسبانى ..

وفى هذه المطاعم ، الطعام الروسى ، والصينى ، والفرنسى ، والمجرى الخالص ، والخدمة أيضا والموسيقى تأخذان طابع هذه البلاد وجوها ، وهناك مطعم خاص بالبفتيك وحده والطبق بأربعمائة ين ، وهى وجبة شهية ، ويغنى الطبق الواحد عن أى طعام آخر ، والمطعم غاية فى الأناقة والجمال وإذا تناولت العشاء فى الدور الثانى أو الثالث من المطعم وكانت الساعة السابعة مثلا تشاهد من النافذة الحركة الشديدة فى الشوارع .. الأتوبيسات على كثرتها مزدحمة بالركاب ، والترام وكل العربات التى تمر تحتك تراها ممتلئة ، وفيها أكثر من حمولتها ..

وكذلك الرصيف تراه مزدحما بالعابرين ..

ويظل هذا الزحام ساعة كاملة وتفهم أنها الساعة التى يخرج فيها الناس من عملهم إلى بيوتهم ..

***

وفنادق طوكيو كثيرة لا حصر لها ، وهى غاية فى النظافة والنظام ، وفنادق الدرجة الأولى لا مثيل لها فى العالم من حيث الفخامة والروعة وجميع الفنادق تحرص دائما على راحة النزلاء ، وتسهل كل الوسائل لهم ، وبمعظم الفنادق مكاتب البريد ، والتلغراف ، ومكاتب تغيير العملة ، ومكتب السياحة ، وكل الفنادق بها غرف يابانية خالصة وغرف أوربية ..

وأجر الغرفة اليابانية من 120 قرشا فى الليلة الواحدة إلى جنيهين ..
وأجر الغرفة الأوربية من 180 قرشا إلى أربعة جنيهات فى الليلة الواحدة دون الطعام ..

وكل الغرف بها جهاز تكييف وتليفون وملحق بها حمام خاص ..

والطعام فى هذه الفنادق بمواعيد محدودة ، وإذا فاتك العشاء فى المطعم الرئيسى يمكنك أن تتعشى فى أى وقت فى مطعم تحت الأرض فى الفندق نفسه يظل مفتوحا إلى الساعات الأخيرة من الليل ..

***

الليل فى طوكيو

وملاهى طوكيو لا نظير لها فى العالم فى الفخامة والروعة والجمال .. المسرح والسينما والمرقص والكباريه والبار .. كل واحد من هؤلاء اجتمع على رسمه وزخرفته أكثر من فنان ، حتى جاء تحفة عديمة النظير ..

وفى طوكيو أكثر من ثمانية عشر الف ملهى ، وفى حى جنزا وحده اثنا عشر الفا ..

وجنزا قلب طوكيو الحى .. قلبها الذى لا ينام ، وعندما تخطو فى هذا الحى فى الليل تسحر بأنواره الحالمة ، وبألوانه الزرقاء والبنفسجية وقناديله الصغيرة على الأبواب ، وبالموسيقى الشجية التى تسمعها من وراء الستر المسدلة ، وبأنفاس العطر الهاجم .. إنها جميعا على نسق واحد فى الجمال ولكن لكل ملهى زخارفه وطابعه ، وأبوابها جميعا صغيرة ، ومن الزجاج المطعم بالزخرفة وعليها أسجاف من الستر .. إن اليابانى لا يعرض مباذله على الناس أبدا ، وكل شىء من وراء حجاب ..

وفى داخل البار تجد سربا من الفتيات وراء الكئوس ، ويقدمن لك الكأس ويحادثنك ويسلينك وهن يرتدين اللباس اليابانى .. الكومينو ، أو اللباس الأوربى .. الجونلة والجاكت .. أو الفستان من قطعة واحدة ، وأحيانا البنطلون والبلوزة ، وهن أنيقات ، دمثات .. والساقية لا تغريك بالشراب أبدا ، وتكتفى بكأس واحدة وتحادثك وتسليك ساعات ..

وفى المراقص تشاهد كل أنواع الرقص ..

والراقصات عاريات الصدور تماما ، فإن النهود لا تغطى فى ملاهى طوكيو ، وأجر الدخول فى هذه الملاهى لا يتجاوز ثلاثين قرشا .. والمسارح فى طوكيو على غرار المسرح الصينى .. وتشاهد جسرا كبيرا فى الصالة يتحرك عليه الممثلون حتى يصبحوا وسط الجمهور ، والإخراج لا حد له فى الروعة ، والروايات معظمها خرافية تعالج فكرة الخير والشر ، وعاقبة الشرير ، وتحض على الإخلاص والوفاء ، وتضحية النفس وهى صفات الأبطال فى التاريخ ..

والمسارح غاصة بجمهور الرواد ، واليابانيون مولعون بها ، ويقبلون عليها والمسرحية تمثل شهورا متتالية ..

وفى طوكيو دور كثيرة للسينما وهى فخمة رائعة البناء .. وكل سينما لها مواعيد خاصة .. فبعضها فى الساعة العاشرة صباحا ، 12,30 و 3,45 و 5,10 و 7,35 وبعضها فى 9,5 و 11,50 و 1.50 و 3,5 و 5,5 و 7,50 وهى تعرض الأفلام الأمريكية واليابانية ، والأسعار من 15 قرشا إلى ثمانين قرشا للتذكرة .. والجمهور فى غاية الأدب والنظام والتدخين ممنوع كلية وكذلك تناول أى شىء فى داخل القاعة ..

إذا أردت شيئا فاذهب إلى البوفيه ..

ولا يمكن أن تشاهد فى داخل السينما شابا يقبل فتاة أو يعانقها ، أو حتى يمسك بيدها .. فاليابانى يصل إلى الذروة فى الأدب ، ولا يحب أبدا أن يؤذى إحساس جاره بأية حركة نابية ..

كما لا يمكن أن تشاهد فى الشارع ليلا رجلا يخاصر سيدة ، أو يمسك بيدها ، واليابانى يشرب الساكى كما تشرب أنت الماء ، ولكن برغم هذا لا يحدث أبدا أن يسمع سيدة كلمة بذيئة ، أو يخرج من فمه لفظ يجرح شعور الناس ، كما لايمكن أن تراه يطارد فتاة بكلمات الغزل ، لا فى الحديقة ولا فى الشارع ولا فى أى مكان ، والأدب هو الطابع العام ..

***

وفى شوارع جنزا فى الليل تجد النساء لابسات المعاطف والفرو ..
وتجد الصبيان الصغار الذين يتسولون ، ويقطعون عليك الطريق يطلبون القرش ..
ولكن هؤلاء جميعا يبتعدون عنك إذا رددتهم بكلمة رفض واحدة ..

***

وإذا سكرت وسرت فى الظلام تجد فى هذه المدينة الكبيرة السكير والشرير طبعا ..

ولكن بجانب هذا تجد رجل " البوليس " الرجل النادر المثال .. الرجل الذى ليس له شبيه فى العالم المتحضر كله .. إنه وحده فى كشك صغير ، فلا يوجدأقسام " للبوليس " فى مدينة طوكيو خلاف هذه المراكز الصغيرة ، على أبعاد متقاربة فى الشوارع والميادين ، وتجده نظيف الملبس أنيقا مهذبا على ثقافة عالية ومعرفة تامة ، بكل شبر فى المدينة ..

وقد دهشت أمام هذه المعرفة وهذه الثقافة ، وسألت عن السبب ، فقيل لى إن رجل " البوليس " فى طوكيو يربى ويدرب على أن يكون هكذا من 150 سنة فتاريخه طويل ، ويمر على مراحل طويلة ، حتى يختار فى هذا المركز الدقيق ..

وفى هذا " الكشك " يكون وحده ، أو يكون معه من يعاونه على حسب مساحة المنطقة وعنده كل الأجهزة الحديثة للاتصال ، ومسدس واحد ( لا يستعمله أبدا ) لأن عربة " بوليس " النجدة تصله بعد نصف دقيقة ..

وهو يجيد المصارعة اليابانية ولكنه مع الشرير يستعمل دهاءه وخبرته ووداعته ، فترى هذا ينكمش ويصبح كالحمل ..

وإذا سألته عن الطريق بش فى وجهك وتلقاك بالتحية التى يقابل بها الغريب ، وتعجب لهذه الوداعة كلها ، ولكن بعد أن تعرف تاريخه الطويل وكيف يختار يزول العجب ..

وطوكيو الآن تتيه على كل مدن العالم ، لأن بها رجل " بوليس " لا شبيه له فى أية مدينة فى الكرة الأرضية ..

ليست هناك تعليقات: