السبت، ١ ديسمبر ٢٠٠٧

بكين المدينة ذات القصور

نشرت بمجلة الجيل المصرية ـ العدد 328 فى 7/4/1958

بكين المدينة ذات القصور

بكين عاصمة الصين .. إنها المدينة العريقة ذات الحضارة وذات القصور .. فيها كل قصور الأباطرة ، وفيها عاش أعظم أباطرة الصين ، وفيها كل المعابد البوذية ، حتى معبد السماء ..



المعبد السماوى فى بكين

وبكين مدينة صينية أصيلة لم تتأثر بأى احتلال ، كما تأثرت شنغهاى .. إن المبانى لاتزال محتفظة بكل أصائل الفن الصينى العريق وطابعه .. السقوف الخزفية المزركشة ، والتنين الهائل شعار الصين ، وأن مليونين وثلاثة أرباع المليون من الصينيين يعيشون الآن فى بكين يرون مدينتهم العريقة تبنى من جديد ، شقت الشوارع الواسعة وغرست الأشجار ، ورسمت الميادين الفسيحة .. ظهر ميدان تين آن فى قلب المدينة ، ومن برجه الأحمر يطل الرئيس ماو على الجماهير ..

وأقيمت العمارات الكبيرة لدور الحكومة والمستشفيات والمصانع ، والفنادق .. حدث تغيير كبير وظهرت بنايات حديثة فى السنين الأخيرة ، ولكن بكين العريقة لاتزال باقية وغالبة بطابعها القديم ..

***

إن الطائرة التى تحملك إلى بكين ليس بها مضيفة تقدم لك الحلوى واللبن وعصير البرتقال ، أو تنبهك إلى حزام النجاة " إنها طائرة خشنة ليس بها حسناء تتكلف الدلال وليس بها شىء ناعم على الاطلاق " إنها تنطلق بك فى سرعة الصاروخ ..

وعندما تهبط منها إلى مطار العاصمة تلاحظ أول ما تلاحظ تمثالا كبيرا للرئيس ماو فى صدر المكان ، وغلاية ضخمة يتصبب منها الشاى مجانا لمن يشاء من العابرين ، ومذيعة تذيع باللغة الصينية حركة الطائرات فى صوت رخيم ، وتجد أن الجو مألوفا ولا يختلف عن جو القاهرة ، وأن البرودة لم تنزل بعد والسماء لا تمطر ندف الثلج ، وأن المعطف لا لزوم له ..

وعندما تخرج إلى المدينة لاتحس بالبيوت فيها ، لاتساع الشوارع ، وانخفاض المبانى ، ووجود الأسوار العالية تطوق البيوت ، ولا تشعر بزحام الناس إلا وأنت داخل فى حى المتاجر فى قلب المدينة ، وفيما عدا القلب تشعر بالسكون وتحس بأنك فى ضاحية صغيرة ولست فى مدينة كبيرة ..

إن بكين قائمة على أرض واسعة ، ولهذا بنيت فيها القصور التى لايدركها العقل فى الاتساع .. إن قصر الصيف وحده مساحته 850 فدانا ..

وكيف تمضى فى هذه المدينة المترامية الأطراف ، وترى قصر الصيف ، وقصر الشتاء ، وقصر الامبراطور ، الذى تقيم فيه الحكومة .. إن الركشا التى يجرها الإنسان ممنوعة ، منذ تحررت الصين ، والسيارات الخاصة نادرة ، والتاكسى يكلفك كثيرا لارتفاع ثمن الوقود ..

والصينى يستعمل الآن الدراجة كما يستعملها الهولندى ، كوسيلة سهلة ورخيصة للانتقال .. وقد تطورت الركشا فأصبحت تسوقها الدراجة ..

وندر أن تقع عينك على سيارة خاصة فى بكين ، أما الدراجات فتراها بكثرة مذهلة ويخيل إليك أن نصف الركاب يركبونها ..

ومن الساعة الخامسة صباحا تراها تتحرك فى الطريق .. ويسير بعدها الترام والأتوبيس والتروللى باس ..

وبعاصمة الصين 240 تراما تتحرك على سبعة خطوط و 401 من الأتوبيسات تتحرك على 14 خطا ..

ومع كل هذا العدد الضخم من السيارات وعربات الترام فإنك تحس إن الجمهور يقول هل من مزيد .. والجمهور فى غاية النظام والأدب عندما يركب هذه السيارات وينزل منها ، وثوبه نظيف وهو لايدخن بتاتا فى داخل العربة ، ولا تسمع من راكب كلمة بذيئة أو سبابا ..

وترى المرأة فى هذه السيارات فى زى الرجل .. اللباس الشعبى الأزرق ( الجاكت المضمومة إلى العنق والبنطلون ) ولا يمكن أن تميزها عن الرجل إلا بشعرها ووجهها ، فالثوب يخفى تقاطيع الجسم كله ..

ومنذ تحررت الصين من الاستعمار ، والمرأة تعمل فى بكين فى كل الأعمال وقد ظهر تطورها وتقدمها بوضوح ، ونائبة رئيس الوزراء سيدة وهى زوجة الدكتور صن يات صن ..

ولكن برغم الرقة والنظافة والجمال الذى كنت أراه فى كثير من وجوه النساء ، فإن زيهن لم يكن يعجبنى على الاطلاق لأنه يفقدهن كل ما فيهن من جمال وأنوثة ..

***

وشوارع بكين تمتلىء بالرجال والنساء بعد الخروج من العمل ، وتراهم يتسوقون الأشياء من الحوانيت فى سرعة ، والصينى سريع المشى والحركة ولا يتردد ولا يجادل ولا يغش ..

ولا توجد مساومة فى البيع والشراء ، والأسعار كلها موحدة فى المتاجر الصغيرة والمتاجر الكبيرة ، وكل شىء يباع بفاتورة ، لأنه يدخل فى جيب الحكومة ..

وكما يقف الصينى فى بكين فى طابور لينتظر الترام ، تقف المرأة الصينية فى طابور أمام البقال لتأخذ حاجاتها المنزلية ..

وواجهات الحوانيت ليس فيها جمال على الاطلاق ، بل فيها كآبة ، والحروف الصينية تكتب كبيرة وتشوه الواجهة ..

ولا تستعمل أضواء النيون كوسيلة للإعلان ، والمتاجر لاتغريك واجهاتها على الدخول كما تغريك المتاجر فى هونج كونج وشنغهاى ..

والاضاءة على الجملة فى العاصمة ضعيفة ويقال إنهم يوفرون من الوقود ..

وعندما تمر على المتاجر تجد حانوتا كئيبا من الخارج ، وبداخله أروع النفائس والتحف ..

والملابس كلها جاهزة ، ندر أن تعثر على " ترزى " فى الشارع ليفصل لك بدلة ، وكل البدل شعبية ومن قماش واحد ..

والحذاء لا يقل ثمنه عن ثلاثة جنيهات مصرية ، والقميص بجنيه ، والبدلة الشعبية بضعف ثمن الحذاء ..

وكل الحرير والمنتجات الفاخرة تصدر إلى الخارج ، لاتجد صينيا واحدا يستعملها ..

والصينى بسيط فى ردائه ، بمثل البساطة التى فى طباعه ..

وعندما تدخل بكين سترى حسن رجب سفير مصر هناك ، الرجل الواسع الثقافة الذى جعل السفارة المصرية من أروع السفارات وأجملها ، وجعل قاعتها الشرقية ، قاعة نادرة المثال ، سترى الرجل الذى تعلم الصينية وأصبح يجيدها ، وعرف كل عادات وتقاليد الصين ..

وسترى بدران مستشار الثقافة ، الرجل الضاحك الذى يحل بابتسامته كل مشاكل الحياة حتى برد بكين القارس ، سترى الرجل الذى يعمل على ترجمة أدب بلاده إلى اللغة الصينية ، ويحاول أن يجعل الاتصال الثقافى كما كان أيام العرب ..



مس يونج

وسترى مس يونج مديرة العلاقات الخارجية بحكومة الصين ، السيدة التى تستقبل المصريين فى المطار بالفرحة الصادرة من القلب وترافقهم بنفسها فى كل الجولات ، ولا تشكو من أى تعب ، دائما مبتسمة ، ودائما تسمع ضحكتها الفضية ..

***

إن بكين هى قلب المعرفة للصين " إن بها 28 مدرسة عالية ، وأكثر من ألف مدرسة ابتدائية وثانوية ، وبها أكثر من أربعين دارا من دور النشر ..

وبها المكتبة الأهلية الكبرى التى بها أربعة ملايين ونصف مليون مجلد ، ولها 70 فرعا للمطالعة فى العاصمة ، ولقد رأيت الذين يترددون على قاعات المطالعة ، كانوا فى غاية السكون والنظام ، ومثل هذا الاختلاط بين الجنسين تراه فى كل مكان فى الصين : فى الحدائق والمتنزهات ، وفى الجامعات ، وفى المصانع ، وفى الحقول ..

ومع أننى لم أشاهد قبلة فى الصين على المسرح ، أو فى الحياة ولكن يبدو لى أنهم حلوا ملكة المراهقه حلا سليما ، بدليل أنك لاتشعر وأنت تحادث الشباب بأى كبت أو أى انحراف ، ولا تسمع الكلمات البذيئة تخرج من الشفاة كتعبير عن العواطف المحبوسة ..

وكما أن طبيب الأسنان فى الصين لا يكتفى بفحص اسنانك ، بل يفحص كل أعضاء جسمك ، لأن الجميع وحدة واحدة ، كذلك مشكلة الجنس فى الصين حلت بطريقة علمية وبعد دراسة طويلة ..

وأنت لاتجد فى الصين الشاب يتهافت على المرأة ، أو يلقى بنفسه بين أحضانها ، أو يرتعش لمجرد سماع صوتها ، أو يطاردها بكلمات الغزل ، كما ترى من الشبان فى بعض البلاد الأوربية والشرقية ، وإنما تجده بجانب المرأة ، وكأنه لايفكر أنها من جنس آخر ..

وهذا عجيب فى بلد قضت على الدعارة قضاء تاما ، وطهرت البلاد من كل أوكارها ، بلاد لاتجد فيها رقصا خليعا ، ولاكباريهات ، ولاحانات ، ولاوسيلة للترفيه والتنفيس غير السينما والمسرح ، وفى المسرح لايمكن أن تشاهد منظر قبلة ..

إن هذا عجيب ..

جامعة بكين
ــــــــ
وجامعة بكين من أقدم الجامعات فى الصين فقد أنشئت فى سنة 1898 " وكان من أساتذتها ماو ، والكاتب لوسون " وبها 7755 طالبا و 1196 أستاذا وأستاذة و 255 طالبا من الاتحاد السوفيتى والدول الديمقراطية ، وفى قسم اللغات الشرقية كثير من الطلبة والطالبات المسلمين من شمال الصين ..


فى جامعة بكين


وبالجامعة مكتبة بها مليون وثمانمائة ألف مجلد ..

ولا يوجد بلد فى العالم يعنى بالأدب ورجال الأدب كما تعنى الصين ..



لوسون



إن قاعة لوسون فى بكين ، من عشر حجرات كبيرة وهى تعرض بالصور والتماثيل حياة الكاتب من مولده إلى وفاته ، ومثل هذه القاعة للتخليد موجودة فى شنغهاى ..

وعندما تدخلها تعرف حياة الكاتب ، وكل آثاره وأعماله الأدبية ..

ترى شريطا مصورا مرسوما باتقان وبراعة ..

وتقرأ كلمات ماو عن لوسون بخط كبير ..

" إنه ليس بكاتب عظيم فقط ، ولكنه رجل من رجال الثورة الأفذاذ وبطل من أبطال بلادنا "

وقريبا من القاعة دخلنا منزل لوسون نفسه ، وهو منزل بسيط من طابق واحد يتوسطه فناء صغير ، وأثاث المنزل فى غاية البساطة ، ورأينا مكتبه الصغير من الخشب العادى ، وغرفة نومه سرير من الحديد ، ودولاب خشبى صغير ، وغرفة والدته ، والقاعة التى كان يستقبل فيها ضيوفه .. وهى مؤثثة بكراس عادية من القش ..ورأينا الغلاية التى كان يشرب منها الشاى .. وفنجانه ، والفرشاة التى كان يرسم بها لوحاته .. لأنه كان من غواة الرسم .. ولاتزال الخادمة التى كانت تخدمه موجودة فى البيت الآن .. وهى التى كانت تفتح لنا الأبواب ..

***

الصحافة فى بكين
ـــــــــــ
ويوجد فى بكين عدة جرائد يومية كبرى أهمها الشعب ، النور ، الجريدة الكبرى ، جريدة المعلمين ، جريدة جيش التحرير ، جريدة بكين ، جريدة الشباب ، جريدة العمل ، والجرائد اليومية تطبع نسخا منها فى كل مدينة من المدن الكبرى علاوة على طبعتها الأصلية فى بكين ..



صحيفة الشعب فى بكين


والشعب أكبر جريدة يومية فى الصين تطبع 800 ألف نسخة ، وفى المناسبات الكبرى تطبع مليونا ونصف مليون ، وتصدر فى ثمانية صفحات ، ومعظم قرائها من المشتركين توزع عليهم فى البيوت فى الصباح المبكر وثمنها 10 سنتيم ..

وأكبر أجر للمحرر فى الشعب 300 ايوان فى الشهر والإيوان يساوى 24 قرشا تقريبا .. وأقل أجر 100 ايوان ..

وبالدار 120 محررا و 500 مراسل و 24 مراسلا خارجيا ..

ورأيت الجريدة تركب ماكينات جديدة ضخمة للطباعة ، لم تستعمل بعد وهى مستوردة من المانيا واليابان ..

***

قصر الصيف
ـــــــ
ومن أروع المشاهد فى بكين قصر الصيف ، وقد بنى فى متوسط القرن التاسع عشر ، وبناه الامبراطور تشى ومساحته 850 فدانا ، وبهذا القصر أجمل المناظر الطبيعية على الإطلاق ..

وتحيط به بحيرة واسعة فى وسطها برج يصل إليه الإنسان ، بعد أن يتخطى جسرا غاية فى الجمال ، وفى البحيرة الزوارق تتهادى ..

وهناك أبراج كثيرة فى القصر وتماثيل من الذهب الخالص ، وقد سكن فيه الامبراطور لغاية سنة 1907

وعندما يجىء الليل .. تعمل المسارح فى بكين والأوبرات ودور السينما ..

وأوبرا بكين هى أشهر أوبرا فى الصين ، والفرق التى تمثل الأوبرات ممتازة والاخراج رائع .. والصينى يعشق الأوبرا ، كما يعشق المسرح ، ونصف الذين يترددون عليها من العمال ..

وفرق الأكروبات عالمية ، وتقوم بألعاب خارقة ، والجمهور يحبها ويقبل عليها بشغف ، وترى المقاعد ممتلئة بالمشاهدين قبل رفع الستار ، وهم جميعا فى زى شعبى واحد الرجال والنساء ، وتسمع ضحكاتهم وتصفيقهم للمشاهد ، وترى البيت كله ذاهب للمسرح ، الزوج والزوجة والأولاد ..

والنساء فى مثل عدد الرجال ، وتلاحظ تقارب السن ، الجميع بين العشرين والخامسة والثلاثين ، وقليل منهم الذى يلبس رداء يختلف عن الآخر ، أو الذى يتكلم غير اللغة الصينية ، وإذا خرجت من السينما أو المسرح لايمكن أن تجد فى بكين كلها مطعما تأكل فيه ، أو مقهى أو مشربا تستريح فيه ساعة ، الطعام والشراب فى الفنادق ، ولكن إذا كنت عابر سبيل ، أولا تنزل فى فندق ، أين تأكل ..؟ هذا هو السؤال كما يقول شكسبير ، وهو شىء يحير فى عاصمة الصين ..

وإذا كنت من نزلاء الفنادق ، ولم تراع مواعيد الطعام ، فستنام من غير عشاء ..

***

وإذا أردت أن تشترى شيئا من بكين فهناك محل الحكومة فى شارع وانج فوشنج ( waing foshing ) والمتاجر التى حوله وهى كثيرة والأسعار موحدة ، وستجد أصنافا مختلفة من السلع وكلها مصنوعة فى الصين ، إنهم لايبيعون منتجات البلاد الأخرى إطلاقا .. والصينى يكرم الضيف اكراما زائدا ويحتفى به ، وتجد هذا السلوك عاما فى كل مكان تنزل فيه ، ولأنه لايغش ، لايتصور طبعا أن أحدا يغشه أو يخدعه ، ولهذا ترى فيه بساطة مشرقة ..

أما الأمانة فهى شىء عجيب ، وكأنها أصبحت صفة لازمة للصينى ..

والجمهور فى غاية الوداعة ومسالم ، ولهذا لاتجد العسكرى فى بكين يحمل سلاحا ، ولايحدث أن ترى مشاجرة فى الطريق ، أو فى أى مكان ، أو ترى أوراقا أو مهملات ملقاة فى الشارع ، الشوارع نظيفة ..

وخلال شهر فى الصين لم أر جنازة فى الطريق ، ولا زفة عرس ، ويبدو لى أن هذه الأشياء تتم بمنتهى البساطة ..

وسكان بكين يتمتعون فى يوم الأحد ، وهو يوم الراحة من الأعمال ، يقومون بنزهات جميلة فى الضواحى ، ويزورون القصور التاريخية ، والحدائق ، وتجد الحدائق نظيفة ولا أحد يقطع الأزهار أو يتلفها ، أو يلقى بقايا الطعام على الأرض ، وكثيرا ما تشاهد الشبان والشابات جالسين فى صف تحت الأشجار ، يرسمون المناظر الطبيعية التى حولهم ..

السور العظيم
ــــــــ


سور الصين 2



سور الصين 1


وإذا خرجت من بكين ، وزرت السور العظيم ، فأنت سترى أعجوبة من عجائب الدنيا السبع ..

تصل إلى السور بعد ثلاث ساعات بالسيارة من بكين ، وترى أعجب شىء فى الدنيا " سور طوله 2700 كيلو متر "



وقد بنى فى عهد أسرة الامبراطور شى هوانج وسمى بالسور الذى طوله عشرة آلاف ميل .. وذلك مبالغة فى اظهار ضخامته وطوله ـ بالأميال الصينية خمسة آلاف ميل ـ ويرتفع عن الأرض 15 قدما وهو عبارة عن سور له حائط من الجانبين .. وبعد كل مسافة توجد أبراج مراقبة وبه 35 الف برج حربى و 15 الف برج للحراسة ..

وهذا السور يذكره الصينيون بالأسى ويسمونه " محزنة الشعب " لكثرة من مات فيه من الشعب .. وتروى عنه القصص التى تعبر عن هذا المعنى ..

وعندما تعود من السور تكون متعبا ، وتكون الساعة قد قربت من السابعة مساء ، ولكن الصينيين لايعرفون التعب ، فقد حجزوا لك تذكرة لتشاهد فرقة الباليه الروسى ، وهى فرقة من سيبيريا ، جاءت إلى بكين لتعرض أروع فنونها ، وتذهب إلى هناك ، وتنسى تعب النهار ، وتحس بأن روحك تحلق مع الراقصات ، وهن يطرن كالفراشات فى سماء المسرح ، ولكن بعيدا عن النار ..
===================================
نشرت بمجلة الجيل المصرية ـ العدد 328 فى 7/4/1958 وأعيد نشرها فى كتاب محمود البدوى " مدينة الأحلام " ـ الدار القومية للطباعة والنشر ط 1963
====================================



هناك تعليق واحد:

Unknown يقول...

عاصمة الشرق الاقصى بكين مدينة الحلم القديم ومدينة العضماء السابقين سطرو للماضي بصمات مازالت موجوده فهيه حاضره في اجيالها الجدد الذين غزو العالم بعقولهم